التجويع كاستراتيجية إسرائيلية في غزة: صور مروعة لهزال الأطفال الفلسطينيين

جرائم التجويع في قطاع غزة

تتواصل الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، حيث تشير تقارير مكثفة إلى توجيه اتهامات لإسرائيل بارتكاب جرائم إبادة وتجويع ضد الأطفال الفلسطينيين، في محاولة للتغطية على الفظائع التي يشهدها القطاع. تحقيق نشرته صحيفة “هآرتس” العبرية يكشف النقاب عن الظروف المروعة التي يعيشها أطفال غزة، حيث تظهر النتائج المقلقة تفشي حالات سوء التغذية بين الفئات الأكثر ضعفًا.

كارثة إنسانية في غزة

يستند التحقيق إلى شهادات حية من أطباء وعاملين في المجال الصحي داخل غزة، حيث تُروى قصص الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية حاد. حالة الطفلة بيان سكر، التي يُظهر وزنها البالغ 17 كغم أنها تعاني من سوء تغذية شديد، تعكس حقيقة مفزعة في أروقة المستشفيات. يشير الدكتور أحمد الفرا، إلى التدهور الصحي الكبير للطفلة، موضحًا أن والدتها تواجه صعوبات في تأمين الغذاء بسبب الأوضاع الاقتصادية والمعارك المستمرة.

وأجرت الصحيفة جولات افتراضية عبر مكالمات فيديو، موثقة الحالة المزرية للمستشفيات والعيادات في غزة. في أثناء هذا التحقيق، تم الاتصال بأطباء وعاملين متطوعين من مختلف الجنسيات، وشددوا على الفظاعة غير المسبوقة التي يشهدها القطاع. الصور التي تم التقاطها خلال هذه الجولات تكشف عن أطفال تحمل أجسادهم علامات الجوع، إذ تعكس ملامحهم نحولهم، وانعدام حيوية عيونهم وضحايا الأوضاع غير الإنسانية.

من خلال مشاهد قدمها الأطباء، تم تسليط الضوء على حالات العديد من الأطفال، منهم من يعاني من أمراض حادة نتيجة للجوع مثل شام قديح وأسئلة تتعلق بمستقبلهم. تشير التقارير إلى أن النظام الصحي في غزة متداعٍ، حيث تفتقر المستشفيات إلى المواد الأساسية، ويشكو الأطباء من نقص حاد في المعدات الصحية.

كما يبرز التحقيق كيفية تجويع السكان كوسيلة للضغط، إذ تستمر القيود على إدخال المساعدات الإنسانية رغم التحذيرات من قبل المحاكم الدولية. تشير التقارير إلى وفاة أكثر من 250 شخصًا نتيجة لنقص الغذاء، بينما يعيش آلاف آخرون في ظروف قاسية. لا يزال الوضع على الأرض يتكشف عن مأساة إنسانية، محذرًا من خطورة استمرار هذا الوضع الذي يتجاوز مفهوم المعاناة، ليصبح استراتيجية ممنهجة يغذيها التجويع.

التحقيق يسلط الضوء على وجوه الأطفال الذين يمثلون جيلًا كاملًا في غزة، حيث تبرز أمانيهم بالعيش بكرامة وسط أهوال الحرب. إن الجوع في غزة ليس مجرد معاناة، بل هو إرث يستهدف مستقبل الأطفال الذين يستحقون حياة أفضل.